حين نشر قاسم أمين كتابه [ تحرير المرأة ] فى مطلع هذا القرن ، ثم وقف مدافعا عنه معبرا بشكل أكثر صراحة عن رؤيته العلمانية لموقف المرأة الإجتماعى فى كتابه [ المرأة الجديدة ] ، لم يكن فى الحقيقة يتحدث من فراغ ولم يكن أيضا مبتدعا جدا كما صور لنا موقفه ، فقد كان قاسم أمين آخر درجة من درجات سلم الإنحدار نحو الهاوية فى ذلك الوقت .. ذلك الذى بدأه الطهطاوى منبهرا بالغرب وحضارته ، وتلاه محمد عبده متراجعا أمام ما يسمى بالهجمة العلمية الغربية محاولا التوفيق بين الإسلام وقيم الغرب الحديثة ، ثم تلاه جيل بأكمله ممن اطلقت عليهم [ جيل المهزومين أمام الهجمة الغربية ] ، ومن تلامذة التبشير والاستشراق ومن أبناء الأقليات غير العربية والإسلامية ، الذين كانوا يحاولون بجهد كبير الخروج من دائرة سيطرة القواعد الإسلامية ، جيل عريض متعدد الأسماء ، طويل يمتد إلى عصرنا هذا ، وكان من أبرز رجاله لطفى السيد ، فرح أنطون ، بطرس البستانى ، وآخرون.