سلسلة حكايات أبطالها أبنية وبناءون ولحظات حاسمة في تاريخ مصر العمراني أو تاريخ الغيطانى الذاتي. تتخللها ومضات قصيرة، يشرح فيها الغيطانى مصطلحات معمارية بتعبير رمزي ونفس صوفي، يرى الشيء وانعكاسه ويفتش عن المعنى ونقيضه.
تشكل هذه الرواية من طبقات تؤلف فيما بينها عمارة متكاملة البنيان، ولا تبدو للقارئ في الوهلة الأولى الروابط التي تجمع بين فصول الرواية، بسبب تحرر الغيطاني من أساليب السرد التقليدية وتجاوزه لأشكال الكتابة المألوفة، لكن ما هو مرئي في هذه النصوص المتراصة تكشف عن الخفي فيها، عن النقد الاجتماعي وروحانية التجربة الشخصية التي تبدو فيها الظاهرة غلافا للباطن. في كل مرة يقف فيها الغيطاني في هذا النص أمام مصطلح معماري (باب، حامل ومحمول، فناء، أساس، قبو، درج، موقد، كتابة)، ينطلق ليؤلف منه حكاية، وكل حكاية هي بناء لحياة، لحركة، لدفعة، لدفقة ضوء في ممر إنساني مهجور؛ حكايات يختار لها عناوين معمارية دالة (خبيئة، رياح، عاقبة، بستان الخضر، غمامة، هودج، جهات، ممرات، قصر، بربا، نزل).. ويستمر الغيطاني بنفس صوفي يتأرجح بين الظاهر والباطن، بين البوح والكتمان، ليحكي ويعد بالحكي ثم الحكي.. دون أن يقفل باب العمارة في نهاية النص.