أحيانًا لا تتجاوز القصة في المجموعة التي بين أيدينا الثلاثة أسطر، ولكنها بها نواة حياة كاملة بكل ألقها وعذاباتها ووحدة شخوصها وصخبهم حين ينتخبون مَن يمثلهم في البرلمان، وبيوتهم الصامتة أو الهادرة بتفاصيل أيامهم، بقبورهم وهيبة حفّاري هذه القبور، بشوارعهم المترعة بالليل والنهار، وبستائر نوافذهم التي لا تخفي الأسرار، بضحكاتهم التي تتسرب من تحت عتبات غرفهم، وبعبثهم وصورهم المعلقة على جدران منسية، ببحارهم وسماواتهم وأحلامهم التي تتابع سرب طيور في علاه، بهزائمهم وانتصاراتهم الصغيرة.