كانت تلك مرة من المرات القليلة التي يصدق فيها خبراء الأرصاد الجوية، قالوا صباحًا و ملؤوا الدنيا ضجيجًا بشأن العاصفة الهوجاء التي ستصيب البلاد ليلًا. حذروا من النزول إلى الشوارع بعد المغرب، حذروا في الصحف، برامج التلفاز وبرامج الراديو، لكن أحدًا لم يحذر حلمي الحاوي من مرض أمه.
تململ في فراشه بحنق وهو يسمع هاتفه يرن، يبدو أن لعينًا آخر أخطأ في الرقم؛ فحلمي لا يتوقع أية مُكالمات في مثل هذا الميعاد. وضع الوسادة فوق رأسه وهو يحاول العودة إلى النوم مرة أخرى، لكن قدره وقف يراقبه بشماتة وهو يقوم من فراشه ساخطًا، كان يلعب ويسب وهو يمسِك بهاتفه. للوهلة الأولى لم يستطع تبين اسم المُتصِل بسبب النوم الذي لا يزال يملأ عينيه، أغلق عينيه للحظات صمت فيها الهاتف. تمنى لو يخرس للأبد لكن ليس كُل ما يتمناه المرء يُدركه. رن هاتفه مرة أخرى، فتح عينيه هذه المرة وهو يقرأ الاسم الذي ظهر أمامه بوضوح.