فى الآونة الآخيرة ، ظهرت العديد من الأقلام الغربية والعربية التى تتناول الميثولوجيا الدينية ، خاصة المرتبطة بالتوراة ، وسرد حكاياتها سواء بالنقد أو بالحكى الدرامى ، وذلك دون استيعاب لمفهوم الميثولوجيا وعلاقتها الحميمية بالدين ، وتاريخ النشأة والتطور لذلك تخضع هذه الأعمال لنقد شديد ولاذع ، وتقع بين المطرقة والسندان مما يجعل الهجوم الشديد عليها يفقد العمل قيمته ، حتى ولو كان صاحبه جيد الفكر ، ذو قلم بارع ومن هذا المعنى ، اردت فى مقدمة كتابى هذا - استير بين الرهبنة وفكر الدعارة - تلافى المشكلة ، وأبدأ مستهلا بعرض فكر الميثولوجيا وتاريخ تطوره ، ومدى تأثيره على الدين ، حتى يستوعب عزيزى القارئ تناول القصص الدينى - خاصة التوراة - بالنقد بمفهوم علمى حديث ، محايد وليس متعنت لحساب طائفة دون آخرى.