حين أبلغني باكيًا بأنهم قطعوا الجميزة وبنوا مكانها بيتًا عاليًا من حجر وأسمنت، استيقظت أحزاني، ووجدت نفسي أتضاءل في مقعدي اللين، حتى عدت الطفل الذي كنت أقف تحت ظلالها الوارفة، تملؤني الهيبة والامتنان، لأصطاد وجوه أجدادي التي تتساقط من فوق فروعها العفية إلى حجري، ثم أمد كفيَّ في الفراغ لتتلقى ثمارها الطرية، أفتح فمي وأرميها وألوكها متلذذا، وأذني تنسكب فيها زقزقة العصافير الجذلانة، التي تلمس هامتي ثم تطير إلى أعشاشها هناك في الهامات البعيدة.