تعامله أسرتها كمدرس ولا تزال تعاملها كطفلة، الأبناء يظلون أطفالا في عيون أبائهم مهما كبروا، تلتصق به يوما أثناء الشرح، تعلم أن أبيها في الخارج وأمهما تستغل ساعة الدرس لاعداد طعام الغذاء، لا تستمع إلى شرحه، مالها هي والمضارع البسيط والماضى البعيد والأبوستروف إس، تتابع شفتيه، تتلاحق أنفاسها، تمس وجنتيه وتداعب سخونتها أذنه، ينظر نحوها فإذا بها كتلة من الجمر، يلقى نظرة حائرة نحو الباب المفتوح، تجيبه في همس أن يطمئن، يمرر يده برفق وشوق على رقبتها وأذنها، تحتوى كفه بين كتفها ووجهها، يقترب منها في هدوء مضطرب، تشجعه مقتربة منه أكثر، القبلة الأولى في حياتها.. ذابت في صدره.. عجيبة هي خلايا الجسد، كيف يتأتى للشفاة أن تنقل كل هذا الكم من المشاعر والأحاسيس واللذة والذوبان والعشق والتلاشى والتحليق في فضاء الكون الرحب