تُشيرُ لوحة توقيت الساعة إلى الواحدة صباحًا.. بداخل سيارة مرسيديس فارهة رمادية اللون، مُظلَّلة بالورود الملوَّنة موشَّاة بالحرير اللامع.. تُعطي إشارة الانتظار وقد أنارت سواد الليل بإضاءاتها المُشعِّة..ترجَّل منها رجلٌ عجوزٌ أشيب الرأس، مُتجهِّم، يرتدي نظارة طبية سوداء لا تكاد تُبرِزُ معالم وجهه.. يمشي بُبطءٍ بجسده الهزيل فوق رصيف الكورنيش.. وحيدًا مُتجهًا إلى الشاطئ وهو يَجرُّ قدميه فوق الرمال المبُللة بمياه البحر.. وسط سكون لم يُبدِ أي انزعاج سوى من أصوات زخَّات المطر.