ضاقت المسافة بيننا، فشممت رائحة ملابسه الملبدة بعرق الصحراء وغبار الطريق، لم يغيرها منذ سنة، ولم يستحم منذ ألف عام، أبو الخيزران، اسم على مسمى، رجل طويل القامة ونحيل، كان بوسعه أن يقوس نفسه، فيضع رأسه بين قدميه دون أن يسبب ذلك أي إزعاج لعموده الفقري.
قفز مرة أخرى فوق الحجر: "اطمئنوا يا رفاق، فأنا لن أفعل مثل المهربين وأترككم تذوبون في الصحراء مثل فص الملح، لكن يجب أن تبحبحوا أيديكم، فالمبلغ قليل جدًّا، هذا الثمن كان يصلح قبل أن تُزف حواء إلى آدم".