الشتاء هذا العام كان عاتيًا، والبرودة شديدة تتخلل العظام وتضرب اللحم بخناجر من جليد، حتى إن حجرتي صارت كمستودع للثلج.. اندسست تحت عدة أغطية، وجعلت زوجتي تعد لي قدحًا من القهوة الساخنة، يتصاعد البخار من فوهتها؛ ليمنحني دفئا لذيذًا مفقودًا.
عندما تعالى رنين هاتفي المحمول في إلحاح شديد، تجاهلته تمامًا، وكلي إصرار على عدم الرد مهما كان الثمن.. لا أريد أيّا من كان المتصل أن ينتزعني من فراشي الدافئ، في تلك الليلة الشتوية الباردة.