وقف في الجانب المظلم من الرصيف ،وافترش حبات ليمون ذهبية...غسان شاب في مقتبل العمر ، وئد الطفولة مذ عانق اليتم حيات ، وها هو ذا يتحمل أعباء هذه الحياة ومسئولية أخته الصغيرة ، التي تركها والداه أمانة في رقبته... يسترزق غسان من بيع حبات الليمون في أروقة القدس الكئيبة ... تلك الأروقة التي تخلد أمجاد من رحلوا ... وتساند أرواح من بقوا ... في الأيام القلائل الماضية التقى غسان بصديق طفولته ورفيق دربه .... الذي فرقه عنه القدر لثلاثة أعوام .... لقد تذكر غسان تلك الأيام التي أمضاها برفقة صديقه رامي تذكر كيف كانا يركضان حافيي الأقدام في الحقول والبساتين ... وكيف كانا يتسابقان ... إلى أن ينال منهما.