عبد الرحمن بسيسو
يَحْسِبُونَنَا أطفالاً، حَسَناً، فلنأخذ مثالاً، ولو من الأطفال، أنظروا، هل يحبُّ الطفلُ التَّطويلَ وعدم المعنى في القصَّة؟ أبداً، إنَّه يَحُثُّنَا باستمرار: أي… وماذا بَعْدُ؟ أي… وماذا بَعْدَ ذلكَ؟ تحدَّثوا بسرعةٍ، قُودُونَا إلى نهاية القصَّة، تحدَّثوا فقط عمَّا هو جوهريٌّ. إنَّهُ يُريد أنْ يتحدَّث الآخرون بِصَرَاحةٍ، وأنْ يُسَمُّوا الأشياءَ بأسمائها الحقيقيَّة، إنَّهُ لا يَصْبرُ على الزَّخْرَفَةِ والتَّلْطِيفِ؛ فَإِذَا مَا قُلْتُم لَهُ إنَّ قِنْديلَ الْبَحْرِ بِنْتٌ لطيفةٌ، وإنَّ "الميناتَاوروس" لا يأكلُ النَّاس، بَلْ يُلاطِفُهُم، أَجَابَكمُ الطِّفْلُ في الحال: إنَّكُم تَكْذِبُون، إنَّ وحُوشَ الشَّرِّ لَمُضِرَّةٌ حتىَّ بالنِّسبة للنَّاس، أو أنَّكُم تُريدونَ خِدَاعي والتَّغريرَ بِي، لأُكَوِّنَ انْطِباعَاً رَقِيقَاً عَنْهَا، فَإِذَا كانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ، فَإِلَيُكم عَنِّي… إنَّ التَّفاهة التي تُحدِّثونني عَنْها لَكَرِيهَةٌ وكَئِيبَةٌ".
تشيرنيشفسكي.